من نبل أمير المؤمنين عليه السلام وفروسيته في صفين في مناقب آل الرسول لابن طلحة ص 223: (خرج العباس بن ربيعة بن الحارث (بن عبد المطلب) فأبلى، وخرج إليه من أصحاب معاوية فارس معروف يقال له غرار بن أدهم فقال: يا عباس هل لك في المبارزة؟ فقال له العباس: هل لك في النزول فإنه أيسر من القفول؟ فقال: نعم، فرمى بنفسه عن فرسه وسلم فرسه إلى غلام له فأخذه، ورمى غرار بن أدهم بنفسه عن فرسه، ثم تلاقيا وكف أهل الجيشين أعنة خيولهم ينظرون إلى الرجلين! ثم تضاربا بسيفيهما فما قدر أحدهما على صاحبه لكمال لأمته وعلي يراهما. ونظر العباس إلى وهن في درع الشامي فضربه العباس على ذلك الوهن فقده باثنين! فكبر جيش علي عليه السلام وجيش معاوية ثم عطف العباس فركب فرسه. فقال معاوية لأصحابه: من خرج منكم إلى هذا فقتله فله عندي من المال كذا وكذا، فوثب رجلان من بني لخم من اليمن فقالا نحن نخرج إليه. فقال: أخرجا فأيكما سبق إلى قتله فله من المال ما بذلت له، وللآخر مثل ذلك! فخرجا جميعا ووقفا في مقر المبارزة، ثم صاحا بالعباس ودعواه. فقال: أستأذن صاحبي وأبرز إليكما. وجاء إلي علي ليستأذنه فقال له علي عليه السلام: ود معاوية أنه لا يبقي من بني هاشم نافخ ضرمة. ثم قال: إلى هاهنا، أدن مني، فلما دنا منه أخذ منه سلاحه وأخذ فرسه، وخلع علي عليه السلام لباسه ولبس سلاح العباس وما كان عليه، وركب فرس العباس وخرج إلى بين الصفين كأنه العباس، فقال له اللخميان: استأذنت فأذن لك مولاك؟ فتحرج علي عليه السلام من الكذب فقرأ: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير!
فتقدم إليه أحد الرجلين فالتقيا بضربتين فضربه علي على مراق بطنه فقطعه