السماحة وبذل الماء والطعام في بني هاشم والضد في بني أمية وقريش!
قال نبي الله إبراهيم عليه السلام: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. (إبراهيم: 37)، فأعطاهم الله سقيا زمزم في مكة، وجبل الطائف!
وبعد ثلاثة آلاف سنة، كانت زمزم غارت وضاعت، فأعطاها الله ثانية هدية لوارث إبراهيم عليه السلام، عبد المطلب رضي الله عنه، مقدمة لبعثة سيد الرسل صلى الله عليه وآله!
فقد أراه الله بئر زمزم في المنام، فحفرها عبد المطلب مع أولاده، وأهل مكة يسخرون من عملهم! حتى إذا انفجر نبعها طمعت فيها قريش فنازعوه فيها فغلبهم عبد المطلب، لكنه بذل ماءها للناس! وصار بنو عبد المطلب سقاة قريش والحجيج! كما كانوا من زمن هاشم أهل الرفادة وإطعام الحجيج!
* * وعندما حاصر المسلمون عثمان لأكثر من شهر، ومنعوا عنه الماء بأمر طلحة التيمي! أرسل علي ولديه الحسن والحسين عليهم السلام بقرب الماء إلى دار الخلافة، ففكوا الحصار وسقوا عثمان ومن معه! (تاريخ الطبري: 3 / 416، وغيره).
وفي أمالي الطوسي ص 715: (وقيل لعلي عليه السلام إن عثمان قد منع الماء، فأمر بالروايا فعكمت، وجاء للناس علي عليه السلام فصاح بهم صيحة فانفرجوا، فدخلت الروايا، فلما رأى علي عليه السلام اجتماع الناس ووجوههم، دخل على طلحة بن عبيد الله وهو متكئ على وسائد فقال له: إن هذا الرجل مقتول فامنعوه. فقال: أما والله دون أن تعطي بنو أمية الحق من أنفسها)!!
* *