جميل بن دراج هل يرى أنهم شكاك لا يقين لهم؟ فقال نعم. فقال بعض أصحابه: كيف وهم يدعون إلى البراز؟ قال: ذلك مما يجدون في أنفسهم). (تهذيب الأحكام: 6 / 145). يقصد عليه السلام أن ادعاءهم وتصورهم الخيالي عن أنفسهم، وكبرهم الذي ما هم ببالغيه، يولد فيهم مركب نقص يدفعهم لإثبات أنهم على يقين! وقد ظهر ذلك في رئيسهم ابن وهب الراسبي، عندما دعا أصحابه إلى بدء القتال ونادوا: (روحوا بنا روحة إلى الجنة. فقال عبد الله بن وهب الراسبي: لعلها روحة إلى النار! قالوا: شككت! قال: أتألون على الله؟ فاعتزل منهم فروة بن نوفل الأشجعي بألف رجل! فقال لهم أصحابهم: أشككتم؟ أما لو أن تبقى منا عصابة من بعدنا يدعون إلى أمرنا لبدأنا بكم). (شرح الأخبار: 2 / 55).
إنها عقدة إثبات الذات بالمزايدة في الدين حتى على رسول الله صلى الله عليه وآله! ولا يختلف المعاصرون منهم عن أسلافهم إلا بأن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس حاضرا ليقف ضدهم، فتظهر عند ذلك أضغانهم!
* *