5 - قانون الفتنة الفردية والاجتماعية منطق هذا القانون: أن الإنسان مخلوق لا يمكن أن يتكامل إلا بالصراع في داخل نفسه بين الخير والشر، والفجور والتقوى. فعناصر الخير والشر ضرورة لحياته، لأنها الجو الوحيد الذي يتم فيه صهر جوهر النفس البشرية لتتفق كوامنها وتخرج على حقيقتها! وكلما كانت هذه العناصر أكثر وأقوى، كان صهرها للنفس أشد، وكانت الصفات الإنسانية التي تنتج عنها أعلى وأجود! ولذلك قال الله تعالى: (ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). (العنكبوت: 2 - 3).
وفي حديث الإمام الرضا عليه السلام في الكافي: 1 / 370: عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين، فقال: يفتنون كما يفتن الذهب! ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب)!
وفي لسان العرب: 13 / 317: (معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار لتميز الردئ من الجيد، وفي الصحاح: إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته، ودينار مفتون. والفتن: الإحراق، ومن هذا قوله عز وجل: يوم هم على النار يفتنون، أي يحرقون بالنار. ويسمى الصائغ الفتان، وكذلك الشيطان، ومن هذا قيل للحجارة السود التي كأنها أحرقت بالنار: الفتين).
والفتنة في القرآن متنوعة، سواء في مادة الفتنة، وفي المبتلين بها، وفي آثارها.. ونكتفي بإيراد الآيات في أهم أنواعها التي تتصل بالأمة:
لابد من فتنة الأمة الإسلامية بعد نبيها صلى الله عليه وآله: (العنكبوت: 3) المنافقون أسرع الناس إلى الفتنة: (الأحزاب: 13 - 14).
فتنة الذين لا يطيعون النبي صلى الله عليه وآله:. (النور: 63)