فإنه يستدعى كون اللفظ منظورا إليه باستقلاله ومن الواضح انه لا يمكن الجمع بينهما في آن واحد (واما الوضع التعيني فهو بالنسبة إلى زمان الصادقين (عليهما السلام) (مقطوع به) الا انه لا طريق لنا إلى اثباته في زمان النبي صلى الله عليه وآله حتى تثبت الحقيقة الشرعية وعليه تكون الألفاظ المستعملة في زمانه صلى الله عليه وآله مجملات (واماما يقال) كما عن صاحب الكفاية " قده " ان ثبوت الحقيقة الشرعية فرع كون هذه المعاني مستحدثة وهو خلاف التحقيق على ما يظهر من جملة من الآيات " فيرده " ان جملة من المعاني وإن كانت ثابتة في الشرايع السابقة أيضا كالحج فإنه كان في عصر الخليل عليه السلام الا انها لم تكن يعبر عنها بهذه الألفاظ بل بألفاظ آخر قطعا " واما لفظ الصلاة " فإنه وإن كان مذكورا في إنجيل برنابا الا ان المستعمل فيه في غير عصر نبينا صلى الله عليه وآله كان هو المعنى اللغوي فان صلاة المسيح لم تكن الامر كبة من أدعية مخصوصة فالألفاظ المستعملة في الشرائع السابقة لم يكن المراد منها هذه المعاني الشرعية والمعاني الموجودة في الشرايع السابقة لم يكن يعبر عنها بهذه الألفاظ وعليه فلا يكون ثبوتها في الشرايع السابقة مانعا عن ثبوت الحقيقة الشرعية (الأمر الخامس في أن ألفاظ العبادات (هل هي) اسام للصحيح (أو الأعم) ولنقدم لتحقيق الحال فيها مقدمات (الأولى) ان النزاع المذكور كما أنه يجرى على القول بثبوت الحقيقة الشرعية كذلك يجرى على القول بعدمها (اما) على الأول فواضح (واما) على الثاني (فإنه) يقع الكلام في أن المعاني الشرعية التي استعمل فيها الألفاظ مجازا ولو حظ العلاقة بينها وبين المعاني اللغوية (هل هي) المعاني الصحيحة (أو) الأعم منها وبعبارة أخرى لا اشكال في ثبوت الحقيقة في لسان المتشرعة في زماننا هذا تبعا للاستعمالات الشرعية بنحو الحقيقة أو المجاز فيقع الكلام في أن المعاني التي يستعمل الألفاظ فيها في عرفنا (هل هي) الصحيحة (أو) الأعم (الثانية) ان الصحة (وان) فسرت بموافقة الشريعة تارة وباسقاط الإعادة والقضاء أخرى (الا انهما) من باب التفسير باللوازم والا فمعنى الصحة واحد وهى التمامية التي يعبر عنها بالفارسية بدرستى (الثالثة) ان التمامية المبحوثة عنها (تارة) تلاحظ بالإضافة إلى الاجزاء وحدها (واخرى)
(٣٤)