ظهر وجه التشبيه في كلمات القوم لكل أمر غير ملتفت إليه بالمعاني الحرفية والا فمن حيث الألفاظ فالجميع كذلك.
تنبيه لا يخفى ان التعاريف المذكورة في كلمات القوم لم نجد فيها ما يشتمل على الأركان الأربعة التي ذكرناها الا التعريف المذكور في الرواية التي نسبت إلى مولى الكونين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وهو ان الحرف ما أوجد معنى في غيره فإنه من حيث اشتماله على الايجاد وعلى ان الموجد معنى قائم في غيره لافى نفسه قد جمع الأركان كلها واما تبديل بعضهم لكلمة أوجد بكلمة دل فهو خطأ نشأ من توهم كون المعاني الحرفية اخطارية.
ثم إن الرواية نقلت بوجهين (أحدهما) ما ذكرنا (والثاني) ان الحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ولا يبعد أن يكون هذا التعريف اشتباها من الراوي فان أصل الرواية ليست من طرقنا بل من العامة وانما اخذها الخاصة منهم (مضافا) إلى أن علو المضمون من جملة المرجحات المذكورة في بابها ولا ريب في علو مضمون الرواية الأولى ودقته بحيث لم يلتفت إليه الا المحققون من المتأخرين.
تذييل وكشف قناع الروية مشتملة على اجزاء ثلاثة تعريف الاسم والفعل والحرف (اما تعريف الاسم) وهو قوله عليه السلام الاسم ما أنبأ عن المسمى فقد (ظهر) من مطاوي ما ذكرنا من أن المعاني الاسمية بجواهرها واعراضها معان اخطارية فالاسم هو الذي يوجب خطور معناه في ذهن السامع (واما تعريف الحرف) (فقد بيناه) انفا (انما الاشكال) في الفعل من جهتين (الأولى) في أصل جعل الفعل من أقسام الكلمة مع أنه ليس الامر كبا من الاسم وهو جزئه المادي والحرف وهو جزئه الصوري كما أن جملة من الأسماء مشتملة على المعاني الحرفية كأسماء الإشارة والموصولات وأسماء الافعال والفرق بوحدة الوضع وتعدده بحسب المادة والهيئة غير مجد في الجهة المذكورة مع أن الوضع متعدد في المشتقات الاسمية أيضا فما هو الفارق بينها