نطيع نبينا لنطيع ربا * هو الرحمن كان بنا رؤوفا (1) وقال حريز: يعني منعمين حقا، كفعل الوالد الرؤوف الرحيم. والرأفة: الرحمة تقول رأف يرأف رأفة:
المعنى:
واستدل من قال الصلاة: الايمان بهذه الآية، فقالوا: سمى الله الصلاة ايمانا - على تأويل ابن عباس، وقتادة، والسدي والربيع وداود بن أبي عاصم وابن زيد وسعيد بن المنذر وعمرو بن عبيد وواصل وجميع المعتزلة. ومن خالفهم من المرجئة لا يسلم هذا التأويل ويقول: الايمان على ظاهره وهو التصديق ولا ينزل ذلك بقول من ليس قوله حجة، لأنهم ليسوا جميع المفسرين بل بعضهم ولا يكون ذلك حجة.
واستدل الجبائي بهذه الآية على أن الشاهد هو الحاضر دون من مات، بان قال: لو كان الرسول شاهدا على من مضى قبله أو من يأتي بعده ومن هو حاضر معه لم يكن لقوله (ويكون الرسول عليكم شهيدا) معنى. ويؤكد ذلك قوله (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) (2) وقال غيره: قد يجوز ان يشهد العالم بما علم وان لم يحضره - وهو الأقوى - وهذه الآية فيها دلالة على جواز النسخ في الشريعة بل على وقوعه، لأنه قال (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) فأخبر ان الجاعل لتلك القبلة كان هو تعالى، وانه هو الذي نقله عنها وذلك هو النسخ، فان قيل: كيف أضاف الايمان إلى الاحياء وهم كانوا قالوا: كيف بمن مضى من اخواننا قلنا يجوز ذلك على التغليب، لان من عادتهم ان يغلبوا المخاطب على الغائب كما يغلبون المذكر على المؤنث تنبيها على الأكمل، فيقولون: فعلنا بكما وبلغنا كما، وإن كان أحدهما حاضرا والاخر غائبا، فان قيل كيف جاز على أصحاب النبي صلى الله وآله الشك فيمن مضى من اخوانهم فلم يدروا انهم كانوا على حق في صلاتهم إلى بيت المقدس؟ قيل في ذلك: كيف اخواننا لو أدركوا الفضل بالتوجه، وانهم أحبوا لهم ما أحبوا لأنفسهم. ويكون قال ذلك منافق بما فيه الرد على المخالفين المنافقين.