أخبرنا مالك عن بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب قال مالك قال بن شهاب ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى أتاه اليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فأجلى يهود خيبر وأجلى يهود نجران وفدك انتهى أخبرنا مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب انتهى ذكره في أواخر الكتاب وأسند أبو داود عن سعيد بن عبد العزيز قال جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر انتهى وقال المنذر في مختصره قال مالك جزيرة العرب المدينة نفسها وروى عنه أنها الحجاز واليمن واليمامة وما لم يبلغه ملك فارس والروم وحكى البخاري عن المغيرة قال هي مكة والمدينة وقال الأصمعي هي من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام وسميت الجزيرة جزيرة لانحسار الماء عن موضعها والجزر هو القطع لأنها جزرت عنها المياه التي حواليها كبحر البصرة وعمان وعدن والفرات وقيل لأنه حواليها بحر الحبش وبحر فارس ودجلة والفرات وقال الأزهري سميت جزيرة لان بحر فارس وبحر السواد أحاط بجانبيها يعني الجنوبي وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات انتهى
(٣٤٢)