أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن فقالت الأنصار أما الرجل فأخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قرابته ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قلتم أما الرجل فأخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قرابته كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم قالوا والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله قال فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم انتهى ورواه بن حبان في صحيحه وقال هذا أدل دليل على أن مكة فتحت عنوة لا صلحا انتهى حديث آخر أخرجه البخاري ومسلم عن أم هانئ أنها أجارت رجلا من المشركين يوم الفتح فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال قد أجرنا من أجرت وآمنا من آمنت انتهى قال المنذري في مختصره استدل بهذا الحديث على أن مكة فتحت عنوة إذ لو فتحت صلحا لوقع به الأمان العام ولم يحتج إلى أمان أم هانئ ولا تجديده من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى حديث آخر أخرجاه أيضا في الصحيحين عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وأنها لا تحل لاحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار انتهى حديث آخر أخرجاه أيضا في الصحيحين عن أبي شريح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الغد من يوم الفتح إن مكة حرمها الله ولم يرحمها الناس فلا تحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب انتهى وبهذا الحديث استدل بن الجوزي في التحقيق
(٣١٨)