إياس قوله (كان عمر) أي ابن الخطاب (يسألني مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) وفي رواية البخاري في التفسير كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر وفي روايته في علامات النبوة كان عمر بن الخطاب يدنى ابن عباس (فقال له عبد الرحمن بن عوف) الزهري أحد المبشرة (ولنا بنون مثله) أي مثل ابن عباس في السن لا في الفضل والقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم (إنه من حيث تعلم) أي من أجل أنك تعلم أنه عالم وكان ذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل (فسأله عن هذه الآية) أي فسأل عمر ابن عباس عن معنى هذه الآية (إذا جاء نصر الله) أي نبيه صلى الله عليه وسلم على أعدائه (إنما هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه) أي يجئ النصر والفتح ودخول الناس في الدين علامة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أخير الله رسوله بذلك (ما أعلم منها) أي من هذه السورة (إلا ما تعلم) وفي رواية البخاري في التفسير ما أعلم منها إلا ما تقول وفي الحديث فضيلة ظاهرة لابن عباس وتأثير إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه التأويل ويفقهه في الدين وفيه جواز تحديث المرء عن نفسه بمثل هذا لإظهار نعمة الله عليه وإعلام من لا يعرف قدره لينزله منزلته وغير ذلك من المقاصد الصالحة لا للمفاخرة والمباهاة وفيه جواز تأويل القرآن بما يفهم من الإشارات وإنما يتمكن من ذلك من رسخت قدمه في العلم ولهذا قال علي رضي الله عنه أو فهما يؤتيه الله رجلا في القرآن قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه البخاري قوله (أتسأله ولنا ابن مثله) وفي رواية البخاري ولنا أبناء مثله
(٢٠٨)