يغفر لهم ما عساه أن يقع ولا يلزم من وجود الصلاحية لشئ وجود ذلك الشئ واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام الدنيا عن إقامة الحدود وغيرها وفيه أنزلت أي في حاطب بن أبي بلتعة يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أي الكفار أولياء أي أصدقاء وأنصارا تلقون أي توصلون إليهم بالمودة أي بأسباب المحبة وقيل معناه تلقون إليهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وسره بالمودة التي بينكم وبينهم وبعده وقد كفروا أي وحالهم أنهم كفروا بما جاءكم من الحق يعني القرآن يخرجون الرسول وإياكم أي من مكة أن تؤمنوا أي لأن آمنتم كأنه قال يفعلون ذلك لإيمانكم بالله ربكم إن كنتم خرجتم شرط جوابه متقدم والمعنى إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تسرون إليهم بالمودة أي بالنصيحة وأنا أعلم بما أخفيتم أي من المودة للكفار وما أعلنتم أي أظهرتم بألسنتكم منها ومن يفعله منكم أي الإسرار وإلقاء المودة إليهم فقد ضل سواء السبيل أي أخطأ طريق الهدى (السورة) بالنصب أي أتم السورة قوله (هذا حديث حسن صحيح) أخرجه الجماعة إلا ابن ماجة قوله (وفيه عن عمر وجابر بن عبد الله) لينظر من أخرج حديثهما قوله (فقالوا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب) هذا بيان لما قبله (وهذا حديث قد روي أيضا عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب الخ) رواه الشيخان قوله (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن) أي يختبر (إلا بالآية التي الخ) أي بما في هذه الآية وفي رواية البخاري في التفسير كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات الخ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك أي قاصدات لمبايعتك على الإسلام (الآية) تمامها
(١٤٣)