تعجل علي) أي في الحكم بالكفر ونحوه (إني كنت امرأ ملصقا في قريش) بفتح الصاد أي حليفا لهم (ولم أكن من أنفسها) وعند أحمد وكنت غريبا قال السهيلي كان حاطب حليفا لعبد الله بن حميد بن زهير بن أسد بن عبد العزي يحمون بها من الحماية أي يحفظون القرابات (أن اتخذ فيهم) مفعول لقوله أحببت (يدا) أي نعمة ومنة عليهم (يحمون بها قرابتي) في رواية ابن إسحاق وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليه صدق بتخفيف الدال أي قال الصدق (فقال عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق) إنما قال ذلك عمر مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاطب فيما اعتذر به لما كان عند عمر من القوة في الدين وبغض من ينسب إلى النفاق وظن أن من خالف ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم استحق القتل لكنه لم يجزم بذلك فلذلك استأذن في قتله وأطلق عليه منافقا لكونه أبطن خلاف ما أظهر وعذر حاطب ما ذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه إنه قد شهد بدرا فكأنه قيل وهل يسقط عنه شهوده بدرا هذا الذنب العظيم فأجاب بقوله فما يدريك إلى آخره لعل الله اطلع على أهل بدر قال العلماء إن الترجي في كلام الله ورسوله للوقوع وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعا لن يدخل النار أحد شهد بدرا (فقال) تعالى مخاطبا لهم خطاب تشريف وإكرام (اعملوا ما شئتم) في المستقبل (فقد غفرت لكم) عبر عن الآتي بالواقع مبالغة في تحققه وعند الطبراني من طريق معمر عن الزهري عن عروة غافر لكم وفي مغازي ابن عائذ من مرسل عروة اعملوا ما شئتم فسأغفر لكم قيل القرطبي وهذا الخطاب قد تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم السابقة وتأهلوا أن تغفر لهم الذنوب اللاحقة إن وقعت منهم وما أحسن قول بعضهم وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع وليس المراد أنهم نجزت لهم في ذلك الوقت مغفرة الذنوب اللاحقة بل لهم صلاحية أن
(١٤٢)