جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات وولى الحسن عمله ستة أشهر وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قعد في بنى بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبحر بن جابر العجلي أبى حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وناس مع حجار بمنزلته يمشون بجانب امامهم شقيق بن ثور السلمي فلما رآهم قال من هؤلاء فأخبر ثم أنشأ يقول:
لئن كان حجار بن أبحر مسلما * لقد بوعدت منه جنازة أبحر وإن كان حجار بن أبحر كافرا * فما مثل هذا من كفور بمنكر أترضون هذا ان قسا ومسلما * جميعا لدى نعش مسامع منظر وقال ابن عباس المرادي:
ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم (1) ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب على بالحسام المصمم ولا مهر أغلى من على وإن علا * ولا قتل (2) إلا دون قتل ابن ملجم وقال أبو الأسود الدؤلي:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا * وحسنها (3) ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا لقد علمت قريش حين كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا وأما عمرو بن بكر فقعد لعمرو بن العاص في تلك الليلة التي ضرب فيها معاوية فلم يخرج واشتكى فيها بطنه فأمر خارجة بن حبيب وكان صاحب شرطته وكان من بنى عامر بن لؤي فخرج يصلى بالناس فشد عليه وهو يرى أنه عمرو بن العاص فضربه بالسيف فقتله وأدخل على عمرو فلما رآهم يسلمون عليه بالامر فقال من هذا قالوا عمرو بن العاص قالوا من قتلت قالوا خارجة قال أما والله يا فاسق ما حمدت