244 (43) ك 590 - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في ليلة المعراج يا رب ما أول العبادة قال أول العبادة الصمت والصوم قال يا رب وما ميراث الصوم قال يورث الحكمة والحكمة تورث المعرفة والمعرفة تورث اليقين فإذا استيقن العبد لا يبالى كيف أصبح بعسر أم بيسر.
وإذا كان العبد في حالة الموت يقوم على رأسه ملائكة بيد كل ملك كأس من ماء الكوثر وكأس من الخمر يسقون روحه حتى تذهب سكرته ومرارته و يبشرونه بالبشارة العظمى ويقولون له طبت وطاب مثواك فإنك تقدم على العزيز الكريم الحبيب القريب فتطير الروح من أيدي الملائكة فتصعد إلى الله تعالى في أسرع من طرفة عين ولا يبقى حجاب ولا ستر بينها وبين الله تعالى والله عز وجل إليها مشتاق ويجلس على عين عند العرش.
ثم يقال لها كيف تركت الدنيا فيقول الهى وعزتك وجلالك لا علم لي بالدنيا انا منذ خلقتني خائف منك فيقول الله صدقت عبدي كنت بجسدك في الدنيا وروحك معي فأنت بعيني سرك وعلانيتك سل أعطك وتمن على فأكرمك هذه جنتي مباح فتسيح فيها وهذا جواري فأسكنه فتقول الروح الهى عرفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك وعزتك وجلالك لو كان رضاك في أن اقطع اربا اربا واقتل سبعين قتلة بأشد ما يقتل به الناس لكان رضاك أحب إلى كيف أعجب بنفسي وانا ذليل إن لم تكرمني وانا مغلوب إن لم تنصرني وانا ضعيف إن لم تقوني وانا ميت إن لم تحيني بذكرك ولولا سترك لافتضحت أول مرة عصيتك.
الهى كيف لا اطلب رضاك وقد أكملت عقلي حتى عرفتك وعرفت الحق من الباطل والامر من النهى والعلم من الجهل والنور من الظلمة فقال الله عز وجل و عزتي وجلالي لا احجب بيني وبينك في وقت من الأوقات كذلك افعل بأحبائي.
245 - (44) أمالي ابن الشيخ 92 - الحسن بن محمد عن أبيه عن محمد بن محمد عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي عن محمد بن يحيى بن أبي