ويورث بعده وسهما لقرابته من بني عبد المطلب فانفذ سهما لأيتام المسلمين وسهما لمساكينهم وسهما لابن السبيل من المسلمين في غير تجارة فهذا يوم بدر وهذا سبيل الغنائم التي اخذت بالسيف.
واما ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فان المهاجرين كان حين قدموا المدينة أعطتهم الأنصار نصف دورهم ونصف أموالهم والمهاجرون يومئذ نحو مئة رجل فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بني قريظة والنضير وقبض أموالهم.
قال النبي صلى الله عليه وآله للأنصار ان شئتم أخرجتم المهاجرين من دوركم وأموالكم وأقسمت لهم هذه الأموال دونكم وان شئتم تركتم أموالكم وأقسمت لكم معهم قالت الأنصار بل اقسم لهم دوننا واتركهم معنا في دورنا وأموالنا فانزل الله تبارك وتعالى ما أفاء الله على رسوله منهم يعني يهود قريظة فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب لأنهم كانوا معهم بالمدينة أقرب من أن يوجف عليهم بخيل ولا ركاب ثم قال للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون فجعلها الله لمن هاجر من قريش مع النبي صلى الله عليه وآله وصدق واخرج أيضا عنهم المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وآله من العرب لقوله الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم لان قريش كانت تأخذ ديار من هاجر منها وأموالهم ولم تكن العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها ثم اثنى على المهاجرين الذين جعل لهم الخمس وبرأهم من النفاق بتصديقهم إياه حين قال فأولئك هم الصادقون لا الكاذبون ثم اثنى على الأنصار وذكر ما صنعوا وحبهم للمهاجرين وايثارهم إياهم وانهم لم يجدوا في أنفسهم حاجة يقول حزازة مما أوتوا يعني المهاجرين دونهم فأحسن الثناء عليهم.
فقال والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون وقد كان رجال اتبعوا النبي صلى الله عليه وآله قد وترهم المسلمون