فانى أخاف دعوة محمد فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتيبة في أعلاها وباتوا حوله فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربه ضربة واحدة فخدشه فقال قتلني ومات. وروى أن الأسد أقبل يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه.
خرجهما الدولابي. (شرح) وجم أي اشتد حزنه يقال وجم من الامر وجوما إذا اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام فهو واجم.
(ذكر كيفية تزويج أم كلثوم عثمان رضي الله عنهما) عن سعيد بن المسيب قال أم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمت حفصة بنت عمر من زوجها فمر عمر بعثمان رضي الله عنهما فقال هل لك في حفصة وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم هل لك في خير من ذلك أتزوج أنا حفصة وأزوج عثمان خيرا منها أم كلثوم. خرجه أبو عمر وقال حديث صحيح.
(شرح) أمت يعنى تأيمت أي خلت من الزوج بموت أو طلاق، تقول منه أمت تئيم وإمت أنا. وعن ربعي بن خراش عن عثمان أنه خطب إلى عمر ابنته فرده فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلما راح إليه عمر قال يا عمر أدلك على خير لك من عثمان أدل عثمان على خير له منك قال نعم يا نبي الله قال تزوجني ابنتك وأزوج عثمان ابنتي. خرجه الخجندي.
(ذكر أن تزويجه إياها كان بوحي من الله تعالى) تقدم في فضل رقية طرف منه. وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فأمرني أن أزوج عثمان ابنتي. وقالت عائشة كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان موسى عليه السلام خرج يلتمس نارا فرجع بالنبوة.
خرجه الحافظ أبو نعيم البصري. وعن أبي هريرة قال لقى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان عند باب المسجد فقال يا عثمان هذا جبريل أخبرني أن الله تعالى قد أمرني أن أزوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها. خرجه ابن ماجة القزويني والحافظ أبو القاسم الدمشقي والامام أبو الخير القزويني الحاكمي. وعنه قال قال