إليك فاسقنا قال فما برحوا حتى سقاهم الله تعالى. خرجه إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي. (شرح): عام الرمادة كان عام جدب وقحط على عهد عمر، وسمى بذلك من رمده وأرمده إذا أهلكه وصيره كالرماد وأرمد إذا هلك بالرمد والرمادة الهلاك، وقيل سمى بذلك لان الجدب صير ألوانهم كلون الرماد. قال أبو عمر وروينا من وجوه عن عمر أنه خرج يستسقى وخرج معه العباس فقال اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك ونستسقي به فاحفظ فيه نبيك كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما وأتيناك مستغفرين ومستشفعين ثم أقبل على الناس وقال (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) إلى قوله تعالى (ويجعل لكم أنهارا) ثم قام العباس وعيناه تنضحان ثم قال اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة ولا تدع الكسير بدار مضيعة فقد تضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى وأنت تعلم السر وأخفى أغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون فنشأت طريرة (1) من سحاب فقال الناس ترون ترون ثم تلاءمت ثم هرت ودرت فوالله ما برحوا حتى اعتلقوا الحداء وقطعوا المياذر. وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون هنيئا لك ساقى المؤمنين.
(ذكر تعظيم الصحابة العباس رضي الله عنهم أجمعين) قال ابن شهاب كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون للعباس فضله فيقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه. وعن أبي الزناد عن أبيه أن العباس ابن عبد المطلب لم يمر بعمر وعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا ويقولون عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. خرجه أبو عمر.
(ذكر شفقة العباس على أهل الاسلام) في الجاهلية والاسلام وحرمته في قريش عن ابن عباس قال ألا أخبركم باسلام أبي ذر قال قلنا بلى قال قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي