حقوقه عليه السلام بعد وفاته وخاصة يوم الممات أن يجلس المسلمون كلهم على التراب لا على الرماد ويلبسوا أفضل ما يلبسه أهل المصائب من السواد ويشتغلوا ذلك اليوم خاصة عن الطعام والشراب ويشترك الرجال والنساء في النياحة والبكاء والمصائب ويكون يوما ما كان يوم مثله في الدنيا ولا يكون فما كان يتعذر أن يجمعوا بين طلب الولاية وبين حقوق مصابه العظيم الذي لا يجوز أن يهون فكيف جاز في عقل أو شرع أن ينقضي ذلك اليوم بالمخاصمات على الحطام فيا لها من نكبة وفضيحة عليهم تبكي منها القلوب والعيون.
ومن أعجب ما رأيته في كتب المخالفين وقد ذكره الطبري في تاريخه ما معناه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفى يوم الاثنين وما دفن إلى ليلة الأربعاء وفي رواية أنه (ص) بقي ثلاثة أيام حتى دفن وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة في الجزء الرابع تحقيقا أن النبي صلى الله عليه وآله بقي ثلاثة أيام حتى دفن لاشتغالهم بولاية أبي بكر والمنازعات فيها وما كان يقدر أبوك علي عليه السلام أن يفارقه ولا أن يدفنه قبل صلاتهم عليه ولا كان يؤمن أن يقتلوه إن فعل ذلك أو ينشبوا النبي صلى الله عليه وآله ويخرجوه ويذكروا أنه دفنه في غير وقت دفنه أو في غير الموضع الذي يدفن فيه فأبعد الله جل جلاله من رحمته وعنايته نفوسا تركته على فراش منيته واشتغلت بولاية كان هو أصلها بنبوته ورسالته لتخرجها من أهل بيته وعترته والله يا ولدي ما أدري كيف سمحت عقولهم ومروتهم ونفوسهم وصحبتهم مع شفقته عليهم وإحسانه إليهم بهذا التهوين ولقد قال مولانا زين العابدين عليه السلام والله