أموالهم لي حلالا ادعه ميراثا لعقبي فما بال اغتياطك به تأكله حراما ضح رويدا فكانك قد بلغت المدى وعرضت أعمالك بالمحل الذي ينادى فيه المغتر بالخسرة ويتمنى المضيع التوبة والظالم الرجعة فكتب إليه ابن عباس والله لئن لم تدعني من أساطيرك لا حملنه إلى معاوية يقاتلك به فكف عنه علي عليه السلام بيان كلب كفرح اشتد حرد في بعض النسخ حرب بالباء ككب اشتد غضبه وحربه كسلبه وزنا ومعنى و قوله خريت أي وقعت في بلية الفساد قوله فتنت في بعض النسخ فنكت بالنون والكاف أي لم يبق لها من يحميها المجن بكسر الميم وفتح الجيم الترس وهذا مثل يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم تحول إلى غيره وخذله لاعذرن أي أبدى إلى الله عذري بعقوبتك الهوادة اللين والرخصة والمحاباة قوله ضح رويدا كلمة يقال لمن يؤمر بالتؤدة والتأني واصلها من قولهم لمن يطعم ابله ضحى لا يشبعها يريدان يسير بها مسرعا يضحى رويدا العطن مبرك الإبل ومربض الغنم حول الماء أقول قد نقل صاحب معادن الحكمة علم الهدى أعلى الله مقامه في المعادن هذين الكتابين باختلاف يسير ثم قال الشارح البحراني المشهور انه عليه السلام كتب هذا الكتاب إلى عبد الله بن عباس حين كان واليا على البصرة وألفاظ الكتاب تنبه على ذلك وأطال الكلام إلى أن قال وأنكر قوم ذلك فقالوا إن عبد الله بن عباس لم يفارق عليا قط ولا يجوز أن نقول في حقه ما قال وقال القطب الراوندي رحمه الله يكون المكتوب إليه هو عبيد الله بن عباس لا عبد الله قال وحمله على ذلك أشبه وهو به أليق ثم قال واعلم أن هذين القولين لا مستند لهما إما الأول فهو مجرد استبعاد ان يفعل ابن عباس ما نسب إليه ومعلوم أن ابن عباس لم يكن معصوما وعلي عليه السلام لم يكن ليراقب في الحق أحدا ولو كان أعز أولاده كما تمثل بالحسن والحسين في ذلك فكيف بابن عمه بل يجب أن تكون الغلظة على الأقرباء في هذا الامر أشد ثم إن غلظته عليه السلام عليه وعتابه له لا توجب مفارقته إياه لأنه عليه السلام إذا فعل أحد من أصحابه ما يستحق به المؤاخذة أخذه به سواء كان عزيزا أو ذليلا قريبا منه أو بعيدا فإذا استوفى حق الله منه أو تاب إليه مما فعل عاد في حقه إلى ما كان عليه كما قال العزيز عندي ذليل حتى أخذ الحق منه فلا يلزم إذا من غلظته على ابن عباس ومقابلته إياه بما يكره مفارقته له وشقاقه على ما بينهما من المحبة الوكيدة والقرابة واما القول الثاني فإن عبيد الله كان عاملا له عليه السلام باليمن ولم ينقل عنه مثل ذلك انتهى كلامه رفع الله مقامه
(١٦٢)