لأن التقدير أنه لم يصدر عنه إلا طهارة واحدة رافعة للحدث فإذا امتنع تقدمها على الحدث وجب تأخرها عنه وإن كان في الحالة السابقة محدثا فعلى هذا التقدير إما أن يكون السابق الحدث أو الطهارة والأول محال وإلا كان حدث عقيب حدث فلم يكن رافعا للطهارة والتقدير أن الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعين أن يكون السابق هو الطهارة والمتأخر هو الحدث فيكون محدثا فقد ثبت بهذا البرهان أن حكمه في هذه الحالة موافق للحكم في الحالة الأولى بهذا الدليل لا بالاستصحاب والعبد إنما قال: استصحبه أي: عمل بمثل حكمه.
ثم أنفذه إلى شيراز ولما وقف القاضي البيضاوي على هذا الجواب استحسنه جدا وأثنى على العلامة (1).
وفي المسألة تفاصيل كثيرة وردود وأجوبة أعرضنا عنها مخافة الإطناب والخروج عن صلب الترجمة (2).
8 - لما ألف العلامة جمال الدين كتابه منهاج الكرامة في إثبات الإمامة تعرض للرد عليه ابن تيمية في كتاب سماه منهاج السنة.
وقد أشار الشيخ تقي الدين السبكي إلى هذا بقوله:
وابن المطهر لم تطهر خلائقه * داع إلى الرفض غال في تعصبه ولابن تيمية رد عليه له * أجاد في الرد واستيفاء أضربه (3) فقال السيد الأمين رضوان الله عليه: وقد خطر بالبال - عند قراءة أبيات السبكي التي نقلها - هذه الأبيات:
لا تتبع كل من أبدى تعصبه * لرأيه نصرة منه لمذهبه