بفعله يوم جمعة وعليكم بالسواك قال الرافعي في شرح المسند السواك فيما حكى بن دريد من قولهم سكت الشئ إذا دلكته سوكا وذكر أنه يقال ساك فاه فإذا قلت استاك لم يذكر الفم وعن الخليل أنه من قولهم تساوكت الإبل أي اضطربت أعناقها من الهزال وذلك لأن اليد تضطرب عند السواك قال والسواك العود نفسه والسواك استعماله وعن أبي حنيفة الدينوري أنه يقال سواك ومسواك ويجمع مساويك وسوكا انتهى (145) لولا أن أشق على أمتي قال الرافعي أي اثقل عليهم يقول شققت عليه إذا أدخلت عليه المشقة أشق شقا بالفتح لامرتهم بالسواك قال الرافعي أي أمر إيجاب وقال بن دقيق العيد استدل به بعض أهل الأصول على أن الامر للوجوب ووجه الاستدلال أن كلمة لولا تدل على انتفاء الشئ لوجود غيره فتدل على انتفاء الامر لوجود المشقة والمنفي لأجل المشقة إنما هو الوجوب لا الاستحباب فإن استحباب السواك ثابت عند كل صلاة فيقتضي ذلك أن الامر للوجوب انتهى وفي مسند أحمد من حديث فتم بن العباس أو تمام بن العباس لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء ولابن ماجة من حديث أبي أمامة ما جاء في جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي لولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم تنبيه في الحديث اختصار من أثنائه وآخره وقد أخرجه الشافعي في الام عن سفيان عن أبي الزناد بسنده بلفظ لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بتأخير العشاء والسواك عند كل صلاة (146) عن أبي هريرة أنه قال لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء قال بن عبد البر هذا الحديث يدخل في المسند لاتصاله من غير ما وجه ولما يدل عليه اللفظ قال وبهذا اللفظ رواه أكثر الرواة عن مالك وممن رواه كما رواه يحيى أبو مصعب وابن بكير والقعنبي وابن القاسم وابن وهب وابن نافع ورواه معن بن عيسى وأيوب بن صالح وعبد الرحمن بن مهدي وجويرية وأبو قرة موسى بن طارق وإسماعيل بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله اليساري الأصم وبشر بن عمر وروح بن عبادة وسعيد بن عفير وسحنون عن بن القاسم عن مالك بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن يشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء
(٨٤)