عليه وابسط له وجهك ما استطعت وكونوا عباد الله إخوانا أي متواخين متوادين ولا يحل لمسلم أن يهاجر قال بن عبد البر كذا قال يحيى يهاجر وسائر الرواة للموطأ يقولون يهجر فوق ثلاث قال بن العربي إنما جوز في الثلاث لأن المرء في ابتداء الغضب مغلوب فرخص له في ذلك حتى يسكن غضبه إياكم والظن أي ظن السوء بالمسلم قال الباجي ويحتمل أن يريد الحكم في دين الله بمجرد الظن دون إعمال نظر ولا استدلال بدليل (1616) ولا تحسسوا ولا تجسسوا الأولى بالحاء المهملة والثانية بالجيم قال بن عبد البر وهما لفظتان معناهما واحد وهو البحث والتطلب لمعايب الناس ومساويهم إذا غابت واستترت لم يحل أن يسأل عنها ولا يكشف عن خبرها وأصل هذه اللفظة في اللغة من قولك حس الثوب أي أدركه بحسه وجسه من المحس والمجس وقال بن العربي التجسس يعني بالجيم تطلب الاخبار على الناس في الجملة وذلك لا يجوز إلا للإمام الذي رتب لمصالحهم وألقى إليه زمام حفظهم فأما عرض الناس فلا يجوز لهم إلا لغرض من مصاهرة أو جواز أو رفاقية في السفر أو معاملة وما أشبه ذلك من أسباب الامتزاج وأما التحسس فهو طلب الخبر الغائب للشخص وذلك لا يجوز لا للإمام ولا لسواه ولا تنافسوا قال بن عبد البر المراد به التنافس في الدنيا ومعناه طلب الظهور فيها والتكبر عليهم ومنافستهم في رياستهم والبغي عليهم وحسدهم على ما آتاهم الله منها وأما التنافس والحسد على الخير وطرق البر فليس من هذا في شئ وقال بن العربي التنافس هو التحاسد في الجملة إلا أنه يتميز عنه بأنه سببه (1617) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء في المصافحة أحاديث موصولة بغير هذا اللفظ وأما تهادوا تحابوا فورد موصولا من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الأدب وللترمذي من حديثه تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر وللبيهقي في مذهب الايمان من حديث أنس تهادوا فإن الهدية تذهب بالسخيمة قال يونس بن يزيد هي الغل وأسند بن عبد البر من حديث أم سلمة مثله والشحناء بالمد العداوة
(٦٥٦)