والغريب في الأمر أن السلفيين في بقاع العالم إذا ما حاورتهم لا يسمعون منك، إنهم يقفون كالأصنام أمامك، وعندما تنهي كلامك وتعرض فكرتك، ينطلق الرد، دون اعتبار لما قلته أو عرضته ولو كان الحق فيه أوضح من الشمس في رابعة النهار.
أما إذا عرجت على المساجد لسماع الخطب المنبرية هناك فإنك ستصاب بالحسرة والألم. لقد أكد الفقهاء قديما على أن المتصدي للدعوة يجب أن يكون عالما عارفا بأحوال الدعوة ومتطلباتها. لكن الفكر السلفي يجعل من العوام علماء دون مشقة تذكر! افتح صحيح البخاري أو مسلم ثم اقرأ الحديث، وبعد ذلك فأنت فقيه. لكن أن تفتي في الدماء والأموال والأعراض؟!.
كان بعض الخطباء يرفعون أصواتهم عالية " يا فرنسا جيش محمد آت "، وآخر يعلن في الملأ سننتقم من فرنسا عندما نصل إلى الحكم. ويصرخ آخر سنقضي على العلمانيين والمتفرنسين في هذا البلد. ويقول آخر سنعلن الجهاد على المنطقة الفلانية في الجزائر لفتحها من جديد؟! وهكذا. دعوات للحرب والجهاد والصراع مع الداخل والخارج، جبهات متعددة مفتوحة قبل أن يستلم هؤلاء الحكم، فكيف سيكون الوضع لو وصلوا إلى سدة الحكم فعلا؟ هذا السؤال كان كثيرا ما يطرحه بعض المتنورين من مثقفي الجزائر! لكن دون إجابة واضحة؟!.
لقد طرد أحد المرشحين - كما نقل لي بعض أبناء الجبهة - من منصبه في بلدية فازت بها الجبهة. وكان ذنبه وخطيئته الكبرى أنه لبس لباسا أوربيا (أي بنطلون وجاكيت) وهذه ليست نكتة ولكن حقيقة. إلى غير ذلك من المهازل والمضحكات؟!.
* وجهة نظر بدوية:
إن الفكر السلفي " وجهة نظر بدوية " في تاريخ الإسلام، لا يمكنها أن