تنشئ دولة أو تؤسس مدنية أو حضارة. ولا يعتقدن معتقد أن المملكة السعودية تسيرها عقول سلفية: لأن الأسرة السعودية لا علاقة لها بالفكر السلفي، لا على مستوى الشكل ولا على مستوى المضمون (172). وأنا شخصيا لم أر أميرا قد أطلق لحيته أو لبس ثوبا أبيضا قصيرا، بل غالبيتهم يرفلون في الحرير والثياب الغربية الفاخرة ويحلقون لحاهم، وأما كبار السياسيين فيبقون بعضا منها، بشكل أنيق ومرتب. بخلاف دعاة السلفية وأتباعهم الذين يبدعون ويكفرون من وضع المقص على لحيته لترتيبها (173).
كما أن النظام السعودي يسير البلاد على المستوى الاقتصادي والإداري والعلاقات الخارجية، بعيدا عن الفكر السلفي أو رجالاته. والسلفيون علماء ومواطنين يعلمون أن أرامكو، شركة أمريكية تستخرج النفط وتعالجه وتوزعه في الأسواق وتسلم الحكومة نصيبها من الأرباح. هذه الأرباح التي يحصل دعاة السلفية على نصيب منها، يجعلهم يعيشون في بحبوحة من العيش، ويمارسون الدعوة إلى نحلتهم على نطاق واسع.