عندما تم في عام (1790 - 1791) دحر قبائل مطير وشمر حصل الوهابيون على " غنائم كثيرة من الإبل والغنم والأثاث والأمتعة ". وسرعان ما تعرص سائر البدو لمثل هذا المصير. فقد كان الوهابيون يطاردونهم يومين أو ثلاثة " ويأخذون منهم الأموال ويقتلون الرجال ". إن المصنفات التاريخية العربية غاصة بوقائع من هذا النوع كما يقول فاسيليف.
وكما هو حال الغزوات البدوية كان النهب الوهابي يسفر عن تجريد القبائل المستضعفة ليس فقط من المنتوج الزائد بل وكذلك من قسم كبير من المنتوج الضروري، وغالبا ما يحكم على السواد الأعظم من السكان المنهوبين بالموت جوعا (30).
ستكثر إذن المغانم والأسلاب، كل ذلك على حساب الآلاف من المستضعفين والمظلومين فمنهم من قتل ومنهم من أصبح فقيرا معدما، لا يجد ما يقتات به، والكثير منهم فقد أبناءه وأسرته. وللقارئ أن يتصور حجم المأساة والظلم الذي حاق بسكان البوادي والقرى ومدن الجزيرة العربية في غفلة من سلطة مركزية قوية داخل الجزيرة لضعف أمراء الحجاز ومكة عن الوقوف أما الاجتياح البدوي الوهابي أو تحجيمه. في الوقت نفسه الذي كانت فيه الإستانة عاصمة الإمبراطورية العثمانية تعيش في ليل دامس من المؤمرات والخلافات السياسية. وفي محاولة لمعالجة الهجوم الأوربي الذي بدأ يلتهم أطراف الإمبراطورية ويخطط لاقتسام تركة الرجل المريض.
* حكم قتال المشركين في الإسلام:
بقي أن نذكر ملاحظة هامة جدا بخصوص الغزوات الوهابية وفتحهم البلدان والقرى. هذه الملاحظة تخص حكم قتال المشركين والكفار فمن المعلوم أن المسلمين الأوائل كانوا في فتوحاتهم وحربهم ضد الكفار