ومع ذلك فنحن قد ندعم قول بعض علماء الوهابيين بأنهم لم يأمروا بسبي النساء. وذلك لفهم وشعور شيخهم وزعيمهم الأول بحساسية (32) موضوع " الحريم " عند البدو، لذلك أمر أتباعه بعدم التعرض لهم بشكل مباشر. وإلا فالنظرية واضحة وصريحة ولا يمكن أن يستثنى النساء والأطفال من حكم الكفر والشرك. اللهم إلا إذا كان الشيخ يقول بإسلامهم وإيمانهم دون الرجال وهذا لم نعثر له على أصل يمكن أن يستشهد به.
ولكن هناك إشارة ذكرها ابن بشر يمكن أن تثير النقاش وتفتح الباب واسعا أمام التكهنات والآراء المختلفة. وذلك عند ذكره مماليك الأمير الوهابي سعود بن عبد العزيز فقد ذكر أن " مماليكه الذكور أكثر من خمسمائة مملوك " (33).
وعندما أراد ذكر الإماء ظهر خلط وخبط أظنه متعمد للتحريف لكن الناشر استدرك ذلك في الهامش قائلا: هنا خلل ولعله ألف ومائتان الذكور والإناث. والذكور خمسمائة (34).
وإذا فقد كان عدد الإماء في قصره سبع مائة جارية. وهذا رقم لا أعتقد أن السلطان عبد الحميد كان قصره يحتويه، وذلك لتغير الظروف الواقعية ونحن الآن في القرن الثالث عشر الهجري وقد تراجعت تجارة الرقيق إلى أبعد