إن العمل الوحيد الذي كان يواكب عمليات السلب والقتل والنهب المنظم من طرف الجيش الوهابي والذي يمكن أن يعطيه صبغة دينية تمثل في هدم الأضرحة والقباب والقبور المبنية وتخريب بعض المزارات والمشاهد التاريخية، الشئ الذي جعل المراقبين الأوربيين الذين كانوا يتابعون الوضع عن كثب داخل الجزيرة العربية يصفونهم ب " هادمي المعابد ". فكانوا إذا تمكنوا من بلدة أو قرية أخذوا ممتلكات أصحابها وقتلوا من يقف أمامهم أو يبدي دفاعا أو معارضة ثم يميلوا على المشاهد والأضرحة إذا وجدت فيهدمونها.
يمكن أن نستثني مكة والمدينة حيث لم يعملوا في أهلهما السيف كما فعلوه مع باقي القرى والمدن وذلك للاعتبارات الواقعية لهاتين المدينتين المقدستين. دون أن يعني ذلك أنهم لم يسفكوا الدم الحرام، بل بالعكس فقد قتل خلق كثير حول هاتين المدينتين، ولما حاصر الوهابيون مكة وطال حصارهم عدمت الأقوات بالكلية وأكل الناس الأدوية كبزر الخشخاش وزبيب الهوى والصمغ والنوى وبزر الحمر وشربوا الدم وأكلوا الجلود والسنانير والكلاب وكل حيوان (27). ولما استطاعوا أخيرا دخول مكة هدموا كل الأضرحة والقباب والمعالم التاريخية التي كان المسلمون قد حافظوا عليها منذ قرون.
أما الأعمال الدينية الجليلة التي قام بها الأمير السعودي، لما دخل مكة فهي جمعة الناس وتعليمهم أركان الإسلام ومبادءه وتعليمهم الصلاة والزكاة.
وأخبرهم بأن الخمر والزنا حرام كما شرح لهم التوحيد وأظهر لهم معالم الشرك ليجتنبوها (28).