والإبل ثم يفروا هاربين إلى ديارهم، فيجتمع أصحاب المال وتنجدهم البوادي القريبة فيلحقون الجيش الوهابي ويستردون أموالهم كما وقع مع عرب الفرع من قبيلة حرب سنة 1340 ه.
إذن أين هو صدى الدعوة إلى الإسلام والتوحيد في قتل سكان كربلاء واستباحة أموالهم ثم الخروج بها هربا إلى الدرعية واقتسامها كمغانم؟ في الوقت الذي يكتب فيه الشيخ أحمد الكرمانشاهي الذي عاصر هذه الحملة وأرخ لها قائلا: " وعند الزوال عادوا إلى الدرعية من دون سبب ظاهر ".
وإذن غزوات الأعراب والبدو من أجل النهب والسلب ليس إلا. ولم نسمع شيئا عن التبشير للعقيدة الجديدة في البصرة وبلد الزبير (26)، حيث قتل الأبرياء في مساكنهم وسرقت مواشيهم وإبلهم وقطعت أشجارهم؟ وأين هي الدعوة لمذهب السلف الخالي من البدع والشرك عند أطراف الشام حيث كانت الحوامل تسقط حملها من الهول والرعب. وهل الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك تعني قتل ألف حاج من اليمن وتخريب الطائف ونقل أموالها ومتاع أهلها خارجا وإرساله إلى الدرعية.
نعم قد يكون للدعوة واقع عملي نقله مؤرخو الغزوات الوهابية بشكل عرضي وهم يتكلمون عن نشاط الشيخ ابن عبد الوهاب الذي لم يشارك في هذه الغزوات وإنما كان مرابطا في الدرعية يدرس الطلبة في المسجد ويلقنهم مبادئ التوحيد الجديد.
هذا المشهد الذي لا يمكن أن يتكرر في غير الدرعية مقر المهاجرين وطلبة العلم والمجاهدين.