شيئا.
أما تلميذه ابن قيم الجوزية، فقد كان صريحا في نقله عقيدة أستاذه في أوضح صورة: يقول صاحب أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل في بيان إرخاء العمامة بين الكتفين. قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية إنه ذكر شيئا بديعا وهو أنه (ص) لما رأى ربه واضعا يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة، قال العراقي ولم نجد لذلك أصلا. أقول بل هذا من قبيل رأيهما وضلالها إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الاستدلال له والحط على أهل السنة في نفيهم له وهو إثبات الجهة والجسمية لله تعالى عما يقول الظالمون والجاهدون علوا كبيرا (37).
والحقيقة أن العوام معذورن في أخذهم عنه عقائد التجسيم لأن مذهبه قد استعصى فهمه على العلماء فكيف بالعوام. يقول الدكتور طه الدسوقي: وهذا مذهب في الحقيقة غير مفهوم إذ المعنى القريب من الاستواء الجلوس المادي والبفلكة تنفيه. وهضم هذه المسألة على هذا النحو صعب (38).
أما الشيخ أبو زهرة الذي ألف كتابا حول ابن تيمية ورام الدفاع عنه في أكثر من موضع، فإنه عندما يعرض لعقيدته في الصفات يصاب بالحيرة والارتباك، يقول الشيخ: " ولا تتسع عقولنا لإدراك الجمع بين الإشارة الحسية بالأصابع، وللإقرار بأنه في السماء، وأنه يستوي على العرش، وبين تنزيهه المطلق عن الجسمية والمشابهة للحوادث. وأن التأويل (حملها على المجاز والكناية) بلا شك في هذا يقرب العقيدة إلى المدارك البشرية، ولا يصح أن