وعمر... لكنه كما جعل " القتل " يكون " بالدعاء " كذلك جعل " الشجاعة " تكون " بالقعود " عن الحرب والقتال... قال: " وإذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة شجاعة القلب، فلا ريب أن أبا بكر كان أشجع من عمر، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير... وكان يوم بدر مع النبي في العريش... " (1).
إذن: كان أبو بكر وغيره فاقدين للشجاعة البدنية، لكن الشجاعة المطلوبة من الأئمة هي " شجاعة القلب "، ولا ريب في أن أبا بكر وعمر كانا أشجع من علي.
ألا سائل يسأله - بعد التنزل عن كل ما هنالك - أن الشجاعة البدنية تكون بلا شجاعة القلب؟!
وإذا كانوا واجدين لشجاعة القلب وثباته فلماذا انهزموا وفروا؟
يقول: " وأما قوله: ما انهزم قط. فهو في ذلك كأبي بكر وعمر وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة، فالقول في أنه ما انهزم كالقول في أن هؤلاء ما انهزموا قط، ولم يعرف لأحد من هؤلاء هزيمة. والمسلمون كانت لهم هزيمتان:
يوم أحد ويوم حنين. ولم ينقل أن أحدا من هؤلاء انهزم، بل المذكور في السير والمغازي أن أبا بكر وعمر ثبتا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين، ولم ينهزما مع من انهزم. ومن نقل أنهما انهزما يوم حنين فكذبه معلوم.
وإنما الذي انهزم يوم أحد عثمان، وقد عفا الله عنه. وما نقل من انهزام أبي بكر وعمر بالراية يوم حنين فمن الأكاذيب المختلقة التي افتراها المفترون " (2).
ثم إذا طالبته بأحسن مورد ظهرت فيه شجاعة أبي بكر، ذكر في الجواب