كلمة حتى ألقى ربي فأشكو كما إليه بما صنعتما بي وارتكبتما مني...
ثم أشار (عليه السلام) إلى إيصائها بعدم حضور الأعداء جنازتها ثم قال (عليه السلام):
" فلما قضت نحبها - صلى الله عليها -، وهم في ذلك في جوف الليل، أخذ علي (عليه السلام) في جهازها من ساعته كما أوصته، فلما فرغ من جهازها، أخرج علي (عليه السلام) الجنازة، وأشعل النار في جريد النخل، ومشى مع الجنازة بالنار، حتى صلى عليها ودفنها ليلا.. (1).
وقد مر ما رواه عيسى بن المستفاد عن أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ".. ألا فاسمعوا ومن حضر، ألا إن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله " قال عيسى:
فبكى أبو الحسن (عليه السلام) طويلا وقطع بقية كلامه وقال: " هتك والله حجاب الله..! هتك والله حجاب الله..! هتك والله حجاب الله..! يا أمه "! - صلوات الله عليها (2) -.
وعن محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن زكريا من آدم، قال: إني لعند الرضا (عليه السلام)، إذ جيئ بأبي جعفر (عليه السلام) وسنة أقل من أربع سنين، فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر، فقال له الرضا (عليه السلام): " بنفسي أنت فلم طال فكرك "؟
فقال: " فيما صنع بأمي فاطمة (عليها السلام)، أما والله لأخرجنهما، ثم لأحرقنهما، ثم لأذرينهما، ثم لأنسفنهما في اليم نسفا..، فاستدناه وقبل بين عينيه، ثم