فعل بها ذلك "؟ قال: سمعت الناس يقولون: إنها عثرت، فقالت:
لعن الله ظالميك يا فاطمة .. فارتكب منها ما ارتكب.
قال: فقطع الأكل.. ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: " يا بشار! قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة.. " (1).
وفي خبر السكوني: فقال لي - أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) -: " ما سميتها؟
قلت: فاطمة. قال: " آه.. آه.. أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها (2) ".
وروى الصدوق: إنه أتى رجل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له: يرحمك الله! هل تشيع الجنازة بنار ويمشي معها بمجمرة وقنديل.. أو غير ذلك مما يضاء به؟
قال: فتغير لون أبي عبد الله (عليه السلام) من ذلك، فاستوى جالسا. ثم ذكر - في حديث طويل جدا - استيذان الشيخين لعيادة السيدة فاطمة (عليها السلام) وامتناعها من الأذن، واستيذان أمير المؤمنين (عليه السلام) لهما، وقولها (عليها السلام) لهما: " أنشدكما بالله هل سمعتما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: فاطمة بضعة مني، وأنا منها، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي "؟
قالا: نعم. فقالت: " الحمد لله "، ثم قالت: " اللهم إني أشهدك - فاشهدوا يا من حضر - إنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي، والله لا أكلمكما من رأسي