على باب الدار -: " يا فاطمة بنت محمد " فقال: " صدقت " (1).
قال المحدث القمي (رحمه الله): إني أحتمل قويا أنه أثر الحمى في جسده اللطيف كذلك أثر كتمان حزنه على أمه المظلومة في قلبه الشريف، فكما أنه يطفي حرارة جسده بالماء، يطفي لوعة وجده بذكر اسم فاطمة سيدة النساء. وذلك مثل ما يظهر من الحزين المغموم من تنفس الصعداء، فإن تأثير مصيبتها - صلوات الله عليها - على قلوب أولادها الأئمة الأطهار ألم من حز الشفار، وأحر من جمرة النار، فإنهم - صلوات الله عليهم - من باب التقية لما كانوا بانين على كتمانها غير قادرين على إظهارها، فإذا ذكرت فاطمة صلوات الله عليها يبدو منهم - سلام الله عليهم - مما كتموه ما يستدل به الأريب الفطن بما في قلوبهم من الحزن والمحن (2).
أقول: ويحتمل أنه (عليه السلام) لما تألم من الحمى تذكر ما جرى على أمه المظلومة (عليها السلام) وما قاسته من تلك المصائب، من حرارة النار.. أو لوعة المصاب مع حمى المرض أو... ولذلك استغاث باسمها الشريف.
قال بشار المكاري: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة - وقد قدم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل -، فقال: " يا بشار! أدن فكل "، فقلت: هنأك الله وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني، فقال لي: " بحقي لما دنوت فأكلت "، قال: فدنوت فأكلت، فقال لي " حديثك.. "؟ قلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة، ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله.. ولا يغيثها أحد. قال: " ولم