وبعد إبلاغ الرسالة قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في جوابهما لأبي عبيدة: ".. أني أعلم أن التظاهر علي واقع، ولي عن الحق الذي سيق إلي دافع، وإذ قد أفعم الوادي لي وحشد النادي علي فلا مرحبا بما ساء أحدا من المسلمين، وفي النفس كلام - لولا سابق قول، وسالف عهد - لشفيت غيظي بخنصري بنصري وخضت لجته بأخمصي ومفرقي، ولكني ملجم إلى أن ألقى الله... " ثم بعد ما التقى الفريقان، قال له عمر: يا أبا الحسن!... وزعمت أن التظاهر عليك واقع.. أي تظاهر وقع عليك؟! وأي حق استؤثر به دونك؟! لقد علمت ما قالت الأنصار أمس سرا وجهرا، وما تقلبت عليه ظهرا وبطنا، فهل ذكرتك أو أشارت بك؟! أو طلبت رضاها من عندك؟! وهؤلاء المهاجرون من الذي قال منهم أنك صاحب هذا الأمر؟! أو أوما إليك أو همهم بك في نفسه؟!
أتظن أن الناس ضنوا من أجلك؟! أو عادوا كفارا زهدا فيك؟! أو باعوا الله تعالى بهواهم بغضا لك؟!
ولقد جاءني قوم من الأنصار فقالوا: إن عليا ينتظر الإمامة ويزعم أنه أولى بها من أبي بكر، فأنكرت عليهم ورددت القول في نحورهم (1)..