هذه الروية الفاطمية أبقت فضائح القوم على مد التاريخ، وبذلك أظهرت غضبها على القوم، وكذلك صنع أمير المؤمنين (عليه السلام) في كثير من خطبه وكلماته الخالدة.
ولا ريب أن غضبهما لا يقاس بغضب ساير الناس.. إذ هي ليست كهم، وأن الغضب قد يكون شخصيا ولدوافع فرديه محقة أو مبطلة، وقد يكون إلهيا فهو من الله وإلى الله، بل ربما يكون فوق مستوى أفكارنا، ولذا يستتبع غضب الله تعالى، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابنته فاطمة (عليها السلام): " إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " (1).
وفي رواية البخاري: " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني " (2).. إلى غير ذلك، من عشرات الروايات في مئات المصادر..
فبعد ذلك هل ترى من الإنصاف ما صدر عن ابن كثير في قوله: إن فاطمة (عليها السلام) حصل لها - وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة - عتب وتغضب.. ولم تكلم الصديق حتى ماتت (3)!!
كيف يسمح ابن كثير لنفسه أن يتفوه بمثل هذا الكلام ويقابل قول أبيها فيها: " فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها..؟! " (4) نعم لا تقاس فاطمة (عليها السلام) بالناس.. وغضبها بغضبهم.. وإيذاؤها بإيذائهم..