(جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال:
علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة، من أهل بيت النبوة ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة. كان عظيم القدر مشهور الذكر. وله كرامات كثيرة: منها أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت فكان كذلك.
ومنها: أنه قال لرجل صحيح سليم: استعد لما لا بد منه، فمات بعد ثلاثة أيام. رواه الحاكم.
ومنها: ما رواه الحاكم أيضا عن محمد بن عيسى بن أبي حبيب قال: رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم في النوم في المنزل الذي ينزله الحاج ببلدنا، فوجدت عنده طبقا من خوص فيه تمر صيحاني، فناولني ثمان عشرة تمرة، فبعد عشرين يوما قدم علي الرضا من المدينة ونزل ذلك المنزل، وهرع الناس للسلام عليه، ومضيت نحوه، فإذا هو جالس بالموضع الذي رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم قاعدا فيه وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فناولني قبضة فإذا عدتها بعدد ما ناولني المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقلت زدني، فقال: لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم لزدناك. قاله المناوي.
وقال الشيخ عبد الله الشبراوي في كتابه الاتحاف بحب الأشراف في ترجمة علي الرضا رضي الله عنه: وكانت مناقبه علية وصفاته سنية، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، وكراماته أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر. منها: أنه لما جعله المأمون ولي عهده من بعده، كان من حاشية المأمون أناس قد كرهوا ذلك وخافوا من خروج الخلافة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة رضي الله عنها فحصل عندهم من علي الرضا بن موسى الكاظم نفور وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه بادر من في الدهليز من الحجاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه، ويرفعون له الستور حتى يدخل، فلما حصل لهم هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القضية ودخل في قلوبهم منها شئ، قالوا فيما