أن أرجع إلى المدينة، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية؟ فقبل ذلك عمر منه، فكتب فيه إلى عبيد الله فكتب إليه: لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي. فامتنع الحسين فقاتلوه، فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابا من أهل بيته، ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي برأسه إلى عبيد الله فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد ومنهم علي بن الحسين كان مريضا ومنهم عمته زينب. فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة. هذه الرواية مضبوطة إلا أنه ينقصها بعض التفاصيل ومنها تفاصيل المعركة، وها نحن أولا نوفي الموضوع حقه.
كان عمر بن سعد كارها محاربة الحسين، فلما أمره عبيد الله بن زياد أن يسير لقتاله تلكأ فقال له زياد: فاردد علينا عهدنا. قال: فأسير إذن. فلما سار قال عمر لقرة بن سفيان الحنظلي، انطلق إلى الحسين فسله، ما أقدمك؟ فأتاه فأبلغه، فقال الحسين:
أبلغه عني أن أهل المصر (الكوفة) كتبوا إلي يذكرون ألا إمام لهم ويسألونني القدوم عليهم، فوثقت بهم فغدروا بي بعد أن بايعني منهم 18000 رجل فلما دنوت علمت غرور ما كتبوا إلي وأردت الانصراف إلى حيث منه أقبلت فمنعني الحر بن يزيد وسار حتى جعجع بي (تعلق بي وكفني عن الذهاب) في هذا المكان ولي بك قرابة قريبة ورحم ماسة فأطلقني حتى أنصرف. فرجع قرة إلى عمر بن سعد بجواب الحسين فقال عمر: الحمد لله، والله إني لأرجو أن أعفى من محاربة الحسين.
وكتب ابن زياد إلى عمر بن سعد، أن امنع الحسين وأصحابه الماء، فلا يتذوقوا منه حسوة كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان. فلما ورد على عمر بن سعد ذلك، أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب فينيخ على الشريعة (مورد الناس للاستقاء) ويحولوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشا. قالوا ولما اشتد بالحسين وأصحابه العطش، أمر أخاه العباس بن علي أن يمضي في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا مع كل رجل قربة حتى يأتوا الماء فيحاربوا من حال بينهم وبينه. فمضى العباس نحو الماء وأمامهم