هلاهل) كما يصفه أحد الشيوخ الإيرانيين (أي السم الفتاك) بأنه سائل يفرزه السقنقور في بعض الأحيان على سفح التل وهو قوي إلى درجة يتمكن بها من قتل أي حيوان إذا ضربه وإذا وقع على الأرض حفر سطحها. لكن الرسول كان جائعا فنزل في مرحلة ليأكل، فلما أكل أصابه مغص شديد. فجاء ذهب وهو يتلوى فأكله أما ناقته فسلمت ووصل الكتاب والسم المرسل إلى خادم الحسن، إلى يد الحسن نفسه.
وكان عنده بعض الضيوف. فلما قرأ الكتاب وضعه تحت وسادته ولم يذكر شيئا وألح عليه أصحابه بالسؤال فلم يجبهم. وأصفر وجهه فقام أحد أصحابه وتمكن من أخذ الكتاب فلما قرأه مع آخرين قاموا وقتلوا الخادم الذي افتضح غدره.
وفي مرة أخرى أغرى مروان كما يذكر الشيعة إحدى زوجات الحسن بسمه وأقنعها أن يزيد ابن الخليفة يرغب تزوجها ولا يتمكن من ذلك ما دام الحسن حيا.
فاتفقت معه على سمه. فوضعت له السم في المرة الأولى بالعسل وأطعمته إياه فمرض مرضا شديدا وأدرك ما جرى فذهب إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصلى واحتك بحجر القبر وذهب عنه الألم شيئا فشيئا ويعتبر أنه شفى بمعجزة.
وأخذ منذ ذلك الحين يشك بزوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس وتسمى أيضا بأسماء. وحاولت مرة أخرى تسميمه ووضعت السم في تمر وجاءته به في سلة فأمرها الحسن من باب الحيطة والحذر أن تأكل من التمر قبله ولما كانت تميز التمرات المسمومة أخذت حفنة من غير المسموم وأكلتها. وأخذ الحسن سبع تمرات مسمومات فشعر بمرض شديد فذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فنجا بمعجزة. وبعد هذه الحوادث اضطربت أعصاب الحسن فقال لأصحابه أن صحته منذ سنوات عديدة لم تكن على ما يرام في المدينة وقد قرر الذهاب إلى الموصل. وكان أحد أسباب ذلك رغبته في الابتعاد من زوجته التي كان يخافها. وكان في الموصل رجل أعمى يكره الحسن عليه السلام فسمم رأس عكازته وجاءه يوما يطلب صدقة وكان الحسن جالسا متربعا وإحدى رجليه على الأرض