فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى 307 ه في (مسند أبي يعلى) (ج 1 ص 393 ط دار المأمون للتراث دمشق) قال:
حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا حسين بن محمد، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة. عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (إني وإياك، وهذا - يعنيني - وهذين: الحسن والحسين يوم القيامة في مكان واحد).
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري المصري المتوفى سنة 911 ه في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 70 حيدر آباد) قال:
عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته فاطمة وابناه إلى جانبها وعلي نائم فاستسقى الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال: يشرب أخوك ثم تشرب، فقالت فاطمة كأنه آثر عندك منه، قال: ما هو بآثر عندي منه وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة (كر).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الاسلام) (ص 482 ط 2 دار الريان للتراث) قال:
وزار النبي الكريم يوما بيت (علي بن أبي طالب)، فوجده هو و (فاطمة) نائمين وسمع أحد السبطين يستسقي، فأبت عليه رحمته وشفقته أن يوقظ النائمين، ووجد شاة عجفاء، فمسح على ضرعها، وأخذ يحلبها، فدرت بإذن الله، وأحست (الزهراء) بوجود أفضل الآباء فنهضت إليه. وتقدم أحد الطفلين يريد أن يشرب قبل أخيه، فنحاه برفق وسقى الآخر فقالت فاطمة: (يا رسول الله كأنه أحبهما إليك؟ قال لا، ولكنه استسقى قبله)، وبذلك لم يكتف بتقديم الشراب إليهما، ولكنه انتهز الفرصة ليبث في الطفلين منذ الصغر أكرم العادات، فقد علمهما أن ينتظر الواحد منهما