قال: فيهما جميعا.
قال له: تزعم أنت وأصحابك - يا كعب - أنها الشجرة التي شق منها نوح السفينة.
قال كعب: كذلك نقول.
قال (عليه السلام): كذبتم - يا كعب - ولكنها التي أهبطها الله مع آدم من الجنة، فاستظل بظلها، وأكل من ثمرها، هات - يا كعب -.
قال: أخبرني عن أول عين جرت على وجه الأرض.
قال علي (عليه السلام): في قولنا أو قولكم؟
قال كعب: فيهما جميعا.
قال علي (عليه السلام): تزعم أنت وأصحابك أنها العين التي عليها صخرة بيت المقدس.
قال كعب: كذلك نقول.
قال (عليه السلام): كذبتم، ولكنها عين الحيوان، وهي التي شرب منها الخضر فبقي في الدنيا، هات - يا كعب -.
قال: أخبرني - يا أبا الحسن - عن شئ من الجنة في الأرض.
قال: في قولنا أو في قولكم؟
قال: في الأمرين جميعا.
قال: تزعم أنت وأصحابك أنه الحجر الأسود الذي أنزله الله من السماء أبيض فاسود من ذنوب العباد.
قال: كذلك نقول.
قال: كذبتم - يا كعب -، ولكن الله تعالى أهبط البيت من لؤلؤة جوفاء من السماء إلى الأرض، فلما كان الطوفان رفع الله البيت وبقي أساسه، هات - يا كعب -.
قال: يا أبا الحسن، أخبرني عمن لا أب له، ولا عشيرة له، وعمن لا قبلة له.