مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله محمد نبيه الأمين، صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الأئمة الميامين، معدن التقى، والعروة الوثقى.
وبعد:
إن تراثنا الثري الذي وصلنا من سلفنا صانعي المجد والمعبر عن نهضة أمتنا وهويتها قد ضم في ثناياه ما لا يحصى كثرة من الكنوز التي تكشفت لنا ولا تزال تتكشف يوما بعد يوم، وذلك يستدعينا أن نرفع - دوما - رؤوسنا باعتزاز وشعور ملؤه الفخر والكبرياء، حيث إن تراثنا لم يكن - يوما ما - ترفا فكريا، وفيه تجلت حضارتنا ونجت من الاضمحلال.
ولا يخفى على كل متتبع كثرة الصرخات التي أطلقها أعداء التراث الإسلامي، وكم سعوا في تجريد المسلمين عما يملكه الإسلام من مقومات حضارية؟ وكم أرادوا من زعزعة ثقتنا في تراثنا الثمين والتجاوز على ذخائره؟
وكم وجهوا إلينا من مطاعن ومثالب؟ وكم...؟
غير أن تلك الصرخات لم تكن إلا صيحة في واد، لأنها مغرضة لم يرد منها إلا الشر، ولم يبعثها إلا الشر، فيوم يوجهون سهامهم نحو كتابنا العزيز، وفي آخر نحو سنتنا الثابتة، وفي آخر نحو لغتنا الأصيلة، وفي آخر نحو علمائنا الأعلام