عجائب أحكام أمير المؤمنين (ع) - السيد محسن الأمين - الصفحة ٩٣
ولعل ما فعله أمير المؤمنين (عليه السلام) هو من باب النصيحة للوصي قصدا لاستصلاح الحال، أو لغير ذلك من وجوه الاصلاح، وتفسير ما تحب بما تحب أن يكون لك لعله من باب الإقناع والمفاكهة بالدليل الشعري لا من باب الحقيقة، ويمكن أن يقال: إن ظاهر حال الموصي أنه لا يرضى بأن يحبس لنفسه أكثرها ويبقي أقلها.
حكمه (عليه السلام) في الأسارى:
48 - وفي كتاب عجائب أحكامه ((1)): بالسند المتقدم إلى الأصبغ بن نباتة (رضي الله عنه) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) بشئ دقيق في الأسارى إذا أسرهم المشركون من أصحابه، وكان لا يفادي منهم من كانت جراحته من خلفه ((2))، ويقول: هو الفار، ومن كانت جراحته من قدام ((3)) يفاديه ((4)).
في قتلى الجمل وصفين والنهروان:
49 - وفيه ((5)): بالإسناد الآتي عن ابن أبي ليلى، وهو: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن ابن أبي ليلى، قال: قضى أمير المؤمنين صلى الله عليه في قتلى أهل الجمل وصفين والنهروان من أصحابه أنه نظر في جراحتهم، فمن كانت جراحته من خلفه لم يصل عليه، وقال: هو الفار من الزحف، ومن كانت جراحته من قدام صلى عليه ودفنه ((6)).

(١) قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام): ح ٩٦ وصدر ح ١٤٩.
(٢) كذا في المصدر، وفي الأصل: جراحتهم من خلف.
(٣) في المصدر: قدامه.
(٤) معادن الجواهر: ٢ / ٤٥ ح ٣٥، قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام): ٢١١ ح ٣.
(٥) قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام): ح ٩٧ وذيل ح ١٤٩.
(٦) معادن الجواهر: ٢ / 45 ح 36، قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام): 211 ح 4.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست