قضاياه (عليه السلام) في أمارة عمر خبر قدامة بن مظعون في شربه الخمر:
13 - قال المفيد ((1)): ومن قضاياه في أمارة عمر ما رواه العامة والخاصة أن قدامة بن مظعون شرب الخمر فأراد عمر أن يحده، فقال له: لا يجب علي الحد، لأن الله تعالى يقول: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) * ((2)) فدرأ عنه الحد.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لعمر: لم تركت إقامة الحد على قدامة في شربه الخمر؟
فقال: إنه تلا علي هذه الآية، وتلاها.
فقال له: ليس قدامة من أهل هذه الآية، ولا من سلك سبيله في ارتكاب ما حرم الله عز وجل، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون حراما، فاردد قدامة واستتبه مما قال: فإن تاب فأقم عليه الحد، وإن لم يتب فاقتله فقد خرج عن الملة، فاستيقظ عمر لذلك، وعرف قدامة الخبر، فأظهر التوبة، فدرأ عمر عنه القتل ولم يدر كيف يحده، فاستشار أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: حده ثمانين، إن شارب الخمر إذا شربها سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فحده عمر ثمانين.
وفي المناقب ((3)): روى العامة والخاصة، وذكر مثله.