قصة الأرغفة:
78 - رواها العامة والخاصة بأسانيدهم المتصلة: ففي الإستيعاب ((1)) - ما لفظه -: وفيما أخبرنا شيخنا أبو الأصبغ عيسى بن سعيد بن سعدان المقري - أحد معلمي القرآن (رحمه الله) -، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن قاسم المقري - قراءة عليه في منزله ببغداد -، حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقري - في مسجده -، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: جلس رجلان يتغديان، مع أحدهما خمسة أرغفة، ومع الآخر ثلاثة أرغفة، فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل، فسلم، فقالا: اجلس للغداء، فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية، فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال: خذا هذا عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما.
فتنازعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة: لي خمسة دراهم ولك ثلاثة.
فقال صاحب الثلاثة الأرغفة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين.
وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقصا عليه قصتهما، فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة: قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة.
فقال: لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق.
فقال علي (عليه السلام): ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة.
فقال الرجل: سبحان الله! يا أمير المؤمنين، هو يعرض علي ثلاثة فلم أرض وأشرت علي بأخذها فلم أرض، وتقول لي الآن إنه لا يجب لي في مر الحق إلا درهم واحد!