____________________
(1) قال ابن تيمية: " قولك: إنه طلب الأمر لنفسه بحق وبايعه الأقلون كذب على علي رضي عنه، فإنه لم يطلب الأمر لنفسه في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وإنما طلبه لما قتل عثمان وبويع، وحينئذ فأكثر الناس كانوا معه، ولم يكن معه الأقلون، وقد اتفق أهل السنة والشيعة على أن عليا لم يدع إلى مبايعته في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان... ".
أقول:
ليس المراد من " طلب الأمر لنفسه " أن يخرج إلى الناس ويدعوهم إلى بيعته، فإن هذا لم يكن منه، لا بعد أن توفى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بعد أن قتل المسلمون عثمان بن عفان. أما في اليوم الأول فقد كان مشغولا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان بالذي يتركه على الأرض ويخرج فيخاصم الناس على خلافته كما فعل غيره، غير أن بني هاشم وجماعة من المهاجرين والأنصار كانوا في بيته ليبايعوه وهم لا يشكون في أنه الخليفة والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأما في اليوم الثاني فإن الناس هم الذين طلبوه لأن يبايعوه، فإن كان قبول البيعة منهم طلبا فلماذا أنكرت نسبة الطلب إلى أبي بكر وأنت تدعي أن الناس بايعوه؟ إنه ليس على الإمام إلا الاستعداد لتولي الأمر وقبول البيعة، وهذا ما فعله أمير المؤمنين عليه السلام في اليومين، غير أنه في الثاني بايعه الأكثرون بل الكل، وفي الأول - والكلام حوله الآن - لم يبايعه إلا الأقلون الذين بقوا معه في الدار، معرضين عن الدنيا وأهلها...
أقول:
ليس المراد من " طلب الأمر لنفسه " أن يخرج إلى الناس ويدعوهم إلى بيعته، فإن هذا لم يكن منه، لا بعد أن توفى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بعد أن قتل المسلمون عثمان بن عفان. أما في اليوم الأول فقد كان مشغولا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان بالذي يتركه على الأرض ويخرج فيخاصم الناس على خلافته كما فعل غيره، غير أن بني هاشم وجماعة من المهاجرين والأنصار كانوا في بيته ليبايعوه وهم لا يشكون في أنه الخليفة والإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأما في اليوم الثاني فإن الناس هم الذين طلبوه لأن يبايعوه، فإن كان قبول البيعة منهم طلبا فلماذا أنكرت نسبة الطلب إلى أبي بكر وأنت تدعي أن الناس بايعوه؟ إنه ليس على الإمام إلا الاستعداد لتولي الأمر وقبول البيعة، وهذا ما فعله أمير المؤمنين عليه السلام في اليومين، غير أنه في الثاني بايعه الأكثرون بل الكل، وفي الأول - والكلام حوله الآن - لم يبايعه إلا الأقلون الذين بقوا معه في الدار، معرضين عن الدنيا وأهلها...