وأن أفعاله محكمة متقنة واقعة لغرض ومصلحة، وإلا لكان عابثا، وقد قال الله تعالى: ﴿وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين﴾ (١) وأنه أرسل الأنبياء لإرشاد العالم. وأنه تعالى غير مرئي، ولا مدرك بشئ من الحواس لقوله تعالى ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾ (2). ولأنه ليس في جهة. وأن أمره ونهيه وإخباره حادث، لاستحالة أمر المعدوم ونهيه وإخباره.
وأن الأنبياء معصومون عن الخطأ والسهو والمعصية، صغيرها وكبيرها، من أول العمر إلى آخره، وإلا لم يبق وثوق بما يبلغونه فانتفت فائدة البعثة، ولزم التنفير عنهم.
وأن الأئمة عليهم السلام معصومون كالأنبياء عليهم السلام، لما تقدم في ذلك.
وأخذوا الأحكام الفروعية عن الأئمة المعصومين، الناقلين عن جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الآخذ ذلك من الله تعالى، بوحي جبرئيل عليه السلام إليه، يتناقلون ذلك عن الثقات، خلفا عن سلف، إلى أن تتصل الرواية بأحد المعصومين، ولم يلتفتوا إلى القول بالرأي والاجتهاد،