بسم الله الرحمن الرحيم «في الصحيح والأعم» () أصل: اختلفوا في أن الألفاظ التي تصرف الشارع فيها ظاهرة في الصحيح أو الأعم على أقوال ، وتتم البصيرة بتقديم مقدمات:
الأولى: في تفسير الألفاظ المأخوذة في العنوان.
فنقول: أما المراد من تصرف الشارع في اللفظ فأعم من اختراعه وضعا جديدا لأحد المعاني العرفية، كألفاظ العبادات بناء على مشروعية معانيها في الأمم السابقة، ومن اختراعه معنى جديدا لأحد الألفاظ العرفية، كألفاظ العبادات بناء على حدوث مشروعية معانيها في شرعنا.
ومعنى الاختراع - وإن كان هو الخلق والإيجاد الخاص - يصدق على الأحكام التكليفية ولا يطلق على وضع اللفظ وتغيير المعنى، ضرورة عدم تعلق شيء باللفظ والمعنى بواسطة الوضع والتغيير وراء التصور والملاحظة، إلا أنا اقتفينا بآثار القوم في إطلاق الاختراع عليها مجازا.
وكيف كان فوجه تقييد الألفاظ بتصرف الشارع هو إخراج ألفاظ المعاملات وبعض ألفاظ العبادات التي مثل الزيارة والدعاء وتلاوة القرآن، ونحوها مما استعمله الشارع في معانيها اللغوية، واعتبر في صحته شرعا شروطا خارجية، كما هو مذهب القاضي () في مطلق ألفاظ العبادات.
ووجه خروجها عن محل النزاع أنه لا مسرح لتوهم ظهورها في الصحة الشرعية بعد فرض خروج الصحة الشرعية عن مدلولها، واما ظهورها في الصحة اللغوية وعدمه فالمتكفل له مسألة كون الوضع للمعاني الواقعية أم لا.
ومما يشهد على خروج ألفاظ المعاملات عن النزاع، أنه لم يقل أحد