يعلم بذلك أحد، فلما توفي فقدوا ذلك، وضاقت بهم الحال) ().
أما بالنسبة لأهل العلم فكان - رضوان الله عليه - حريصا على ألا يدعهم بحاجة، فيرسل لهم مبالغ ليقوموا بتوزيعها على خاصتهم ومعارفهم لعلمه بأن عالم البلد ينتظر منه المحتاجون المساعدة وكي لا يبقى أهل العلم في حراجة كان يوصلهم بالمساعدات المالية ما أمكن.
4 - والشيء الأخير الذي أود الإشارة إليه من خصائصه أنه بالرغم مما عرف عنه من حصافة الرأي وبعد النظر والتفكر برؤية في الأمور العامة التي تخص البلاد سياسية كانت أو اجتماعية، فانه كان يدعو أهل الرأي والمشهورة من وجوه تلاميذه وغيرهم ويعرض عليهم القضية، ثم بعد أن يجمع آراءهم ويناقشها يبت فيما يقتضي ذلك الأمر، يقول الراوي:
(وكان زمام أموره الداخلية والخارجية بيده عدا الوقائع العرفية العامة، والسياسية فانه يعقد لها مجلسا يحضره وجوه تلامذته الأعلام، وأهل التدبر) ().
وهذه قضية جديرة بالاهتمام، فالإنسان مهما سما فكره وعلا رأيه، وبعد نظره، فان في الآخرين من هو أعلى نظرا، وأقرب للحقيقة، وما الضير للرجل المسؤول أن يجعل له مجلسا استشاريا في القضايا المهمة التي لها علاقة مباشرة بشؤون الأمة أو المجتمع، والرأي الجماعي خير من الفردي، لما فيه من البحث والمناقشة والتدبر ورجاحة الرأي. ولذا نرى الإمام السيد الشيرازي مع ماله من سعة أفق كان يستشير في القضايا العامة أو التي تتصل بالعرف الاجتماعي.