المقدسة في العراق خاصة يساعد كثيرا على حضور طلاب العلم إليها، والالتفات حولهم واستفادة من التتلمذ عليهم.
5 - وهو إلى جانب مكانته العلمية، وزعامته العامة، كان يجب الأدب والشعر، ويجيز الشعراء على قصائدهم ، ولهذا قصده الشعراء من سائر البلاد، فكان يجلس إليهم، ويستمع لهم، ويستحسن الجيد منه، (كما راجت في أيامه بضاعة الأدب، واشتهر بإكرامه للشعراء، وهباته لهم، ولأكثر معاصريه من أعلام الأدب مدائح فيه) ().
ولعل القصد من إحياء المجالس الأدبية هو ما كان يرمي إلى تردد الناس وأصحاب الحاجات إلى سامراء التي سكنها، وعدم قصرها على طلاب العلوم.
ب - خصائص لها علاقتها بشخصية المرجع:
إلى جانب تلكم المميزات الهامة التي تقدم الحديث عنها والتي تتصل مباشرة بمركز المرجعية الدينية والعلمية، فان جوانب أخرى لها أثرها في التفات الجماهير حول المرجع، وصياغة شخصيته الإنسانية بما يقرب الناس إليه، ويشدهم نحوه. منها:
1 - إن مسؤولية الزعامة الدينية التي تحملها السيد المجدد الشيرازي لم تقتصر على الاهتمام بشؤون طلاب العلوم الدينية وتأسيس حوزاتهم وتهيئة ما يقتضي من استمراريتها، بل يتعدى الأمر إلى عامة الناس، فرعايته لا بد أن تكون أشمل وأوسع أفقا، ومن هذا المنطلق نلحظ أن السيد الشيرازي عند ما ألمت أزمة الغلاء في النجف عام 1288 ه لم تقتصر معالجته لها على جهة معينة بل شملت كل من كان ساكنا فيها، أعم من كونه طالب علم، أم لم يكن، فإن موجة الغلاء في أسعار المواد الغذائية تضر الجميع، ونتج عن ذلك عوز كبير فيها، مما يشبه القحط، ويهدد سلامة الناس، فما كان من السيد الشيرازي إلا أن قام بما يخفف الضغط عن الناس جميعا بتهيئة المواد الغذائية حتى العام المقبل الذي كان فيه عائد الزراعة العراقية متوفرا بما رفع عنهم أزمة الشحة والقحط.