سنن الإمام علي (ع) - لجنة الحديث معهد باقر العلوم (ع) - الصفحة ١٨٠
ثم الخطب فهل سمع السامعون من الأولين والآخرين بمثل خطبه وكلامه وزعم أهل الدواوين لو لا كلام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخطبه وبلاغته في منطقه ما أحسن أحد أن يكتب إلى أمير جند ولا إلى رعية.
ثم الرئاسة، فجميع من قاتله ونابذه على الجهالة والعمى والضلالة، فقالوا: نطلب دم عثمان ولم يكن في أنفسهم ولا قدروا من قلوبهم أن يدعوا رئاسته معه وقال هو:
أنا أدعوكم إلى الله وإلى رسوله بالعمل بما أقررتم لله ورسوله من فرض الطاعة وإجابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الإقرار بالكتاب والسنة.
ثم الحلم، قالت له صفية بنت عبد الله بن خلف الخزاعي: أيم الله نساءك منك كما أيمت نساءنا وأيتم الله بنيك منك كما أيتمت أبناءنا من آبائهم فوثب الناس عليها فقال: كفوا عن المرأة فكفوا عنها، فقالت لأهلها: ويلكم الذين قالوا هذا سمعوا كلامه قط عجبا من حلمه عنها (1).
ثم العلم، فكم من قول قد قاله عمر لو لا علي لهلك عمر.
ثم المشورة في كل أمر جرى بينهم حتى يجيبهم بالمخرج.
ثم القضاء لم يقدم إليه أحد قط فقال له عد غدا أو دفعه إنما يفصل القضاء مكانه ثم لو جاءه بعد لم يكن إلا ما بدر منه أولا.
ثم الشجاعة كان منها على أمر لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون من النجدة والبأس ومباركة الأخماس على أمر لم ير مثله، لم يول دبرا قط ولم يبرز إليه أحد قط إلا قتله ولم يكع عن أحد قط دعاه إلى مبارزته ولم يضرب أحدا قط

1 - كذا في النسخ ولا يخلو عن تصحيف، والظاهر أنه إشارة إلى ما قالت صفية بنت الحارث الثقفية زوجة عبد الله بن خلف الخزاعي لعلي (عليه السلام) يوم الجمل بعد الوقعة: يا قاتل الأحبة يا مفرق الجماعة، فقال (عليه السلام): إني لا ألومك ان تبغضيني يا صفية وقد قتلت جدك يوم بدر وعمك يوم أحد وزوجك الآن، ولو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت، ففتش فكان فيها مروان وعبد الله بن الزبير والمظنون أن يكون العبارة هكذا: فقال: كفوا عن المرأة فكفوا عنها فقال الذين سمعوا كلامه هذا: عجبا من حلمه عنها.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست